الأحد، 2 مايو 2010

مسؤولينا الشرفاء و البراغماتيه

قبل ايام كنت أتصفح النت .. وخطر في بالي الإطلاع على بعض المصطلحات الفلسفية وكيفية تطبيقها في أرض الواقع .. ومن أين اتى كل مصطلح وفي خلال تجوالي بين جنبات ودهاليز العالم الأنترنتي .. توقفت أمام مصطلح (البرغماتية) جذبني هذا المصطلح لأنه في الحقيقة ذكرني بمسؤولينا الكرام .. أصحاب الكروش التي أصابتها التخمة من كثر ما يرمى فيها من كل ما لذ وطاب ومن أشهى أصناف وأنواع الأكلات.. وكنت دائما وأبدا أفكر لماذا مسؤولينا الشرفاء يتحلون بهذه الأخلاقيات الغريبةلماذا هذا الطمع وحب الذات والمصلحة الخاصة متفشية بينهم بشكل كبير جدا ..هل السبب يكمن في الكرسي الهزاز الذي يجلسون عليه والذي قد أصبح على وشك الإنشطار بسبب الوزن الثقيل الجالس عليه .. لأن أوزان مسؤولينا تتزايد يوما بعد يوم المهم نرجع للمصطلح الفلسفي (البراغماتية) ..في البداية سأقوم بتقديم تعريف مختصر له حيث تشير موسوعة (ويكيبيديا) الى ان البراغماتية تتألف من مجموعة من الطرق المختلفة التفكير، ويلاحظ البراغماتيون وجود بعض الترابط مع العواقب العلمية أو التأثيرات الحقيقية باعتبارها مكونات حيوية لكل من (المعنى) و (الحقيقة).. وتختلف الشخصية التطبيقية لهذه الروابط للبراغماتية باختلاف المفكرين.( البراغماتي هو عكس الأيديولوجي )فالإيدلوجية هي التقيد بمبادئ وأهداف وقيم ثابته تم تحديدها مسبقاً ومعروفة لدى الجميع مثل الوطنية والقومية والدين.. أما البرغماتية هي التحرر من أي مبدأ وفكر وموقف ثابت بمعنى أنها فلسفة تهتم بالمصلحة الخاصة الحاصلة في الموقف المعاصر وأن الشخص البرغماتي يتصرف حسب الموقف الحاصل أمامه ويحاول إيجاد الحلول السريعة والمناسبة لكل موقف يتعرضه .. ويضع في البداية مصلحته الشخصية ويحاول التخلص من اي موقف أو حدث بإمكانه أن يعرقل سير مصلحته الشخصية طبعا بإمكان أن تكون البرغماتية فلسفة فردية .. وكذلك بإمكانها أن تكون فلسفة جماعية (تحقيق مصلحة مجموعة من الأشخاص) يعني مصلحة عامة محددة الإطار والتوجهات ومعروفة المطالب وفي أحد المواقع وجدت :: أن المصطلح العربي الأقرب إليها هو "النفعية".. تعرف البراغماتية بأنها طريقة حل المشاكل والقضايا بواسطة وسائل عملية تحقق مصلحة الجميع ..بإختصار أن هذه الفلسفة تقوم على الفكر الميكافلي (الغاية تبرر الوسيلة) إذا أنها تقوم على تقديم الفائدة والنفعية مهما أختلفت الطرق والشخص القائم أو الذي يتمسك بهذه الفلسفة هو الذي يحدد كيف تأتي الفائدة فهي بالنسبة له نسبية .. فهذه الفلسفة تحمل في جوهرها قيم ومبادئ عظيمة ولكن شهوات ورغبات البشر الشخصية تفوقت على هذه المبادئ التي على أساسها قامت هذه الفلسفة والحديث في تفسير هذه الفلسفة طويل وكل شخص ينظر إليها من مفهومه وتوجهه الخاص ولكن من وجهة نظري كيف سيكون توجه أي إنسان لا يلتزم بقيم ومبادئ معينة ثابته .. فالإنسان لا يكون إنسان إلا إذا تحلى بقيم وأخلاقيات ثابته .. وبكل تأكيد حينها تطغى المصلحة الشخصية على القيم والمبادئ الثابته وبعد هذه القراءة المختصرة لمفهوم (البراغماتية) أدركت لماذا يتحلى مسؤولينا بهذه الأخلاقيات العالية !!لأنها يطبقون فلسفة (البراغماتية)
__________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق